قبل الفيسبوك وبعده :
قبل أن نتعرف على هذا السرطان نعم أصفه بالسرطان الذي ليس له دواء.. كنا نملك كل الوقت لأداء واجباتنا في الحيآة،، حتى إن شغلنا الكومبيوتر فنشغله فقط لأداء عمل ما ثم نغلقه ،
الان ،، تغير الحال كثيراً ذلك الوقت لأداء الواجبات لم يعد لدينا ،، بل حتى الأكل لم يعد لديه وقت ، أغلبنا يأكل "عندما يذهب صديقه المفضل على الفيسبوك ويكون في حالة Offline " يعني نحن لسنا مدمنين على الفيسبوك بل مدمنين على أصحاب الفيسبوك،،
صديقي الفيسبوكي يمثل لي إدمان و أنا بدوري أمثل له ادمان ،،
أغلبنا يشعر بالسعادة عندما يتحدث مع أناس ربما يعرفهم وربما ﻻ ،، لكن تلك السعادة المميزة ليس لها مثيل في الواقع ..
ربما لسبب أنهم في ذلك الموقع الافتراضي لايمكننا الإطلاع على مشاكلهم ، إحتياجاتهم ،.. الخ ، لذلك لانسمع منهم : اريد ذلك الشيء الذي يخصك
هذه الجملة يكرهها الجميع ،، وهي واردة وبكثرة في واقعنا لذلك نفضل اصدقاء الفيسبوك على اصدقاء الواقع
عندما ينقطع الانترنت كأنه انقطع علينا الاوكسجين ــ امسى الانترنت مصدر إطمئنان للنفس ،،وضرورة كي يسير اليوم بشكل طبيعي
لكن لنسأل أنفسنا ماذا نفعل في الانترنت ؟ هل إستفدنا منه شيئا؟
معظمنا لم يستفد شيءاّ ! يستيقظ في الصباح يشغل الكومبيوتر يفتح الفيسبوك يتكلم مع هذا وذاك يضع ﻻيك لمنشورات ما
يذهب للفطور ثم يعود يتكلم مع فلان و فلان وهكذا حتى يصل وقت النوم ثم يطفئ جهازه ويذهب ليرتاح من يوم فيسبوكي بإمتياز ..
هذا كله ينتج كوراث في المستقبل .. نعم كوآرث تأتي ببطء ..
أولها ضعف ملحوظ في التحصيل الدراسي، فقر كبير في حجم المعلومات العامة ، جهل في أمور الكومبيوتر رغم انه يستخدمه يومياً !
نحن لا ندعو لترك الموقع بصفة نهائية ،، لا بل ندعو لتنظيم الوقت ! وسطر عليها بسطرين أحمريين وتمعن فيها جيداّ
أنا بنفسي كنت مدمن لدرجة خطيرة ! عندما ينقطع الانترنت أجد نفسي في جزيرة خيالية من طعم الحياة .. كأنني حبة رمل ضائعة في صحراء شاسعة
لكن عندما عاد الانترنت حاولت التقليل من الدخول الموقع ،، افتح مواقع اخرى بجانبه احاول ان اقضي اكثر اوقاتي فيها بعيداَ عن الفيسبوك .. حتى أرى رسالة جديدة ثم افتح فقط للرد على الرسالة ثم أعود ... حتى تعودت على الاشتغال في الحاسوب بدون فتح الفيسبوك .. أحسست انذاك انني أعرف كل ساعة كل دقيقة كل ثانية أين أمضيتها ..
تعرفت على مواقع رائعة كنت أجهلها ، ، وأشياء أخرى جعلت من وقتي في الحاسوب أكثر متعة و فائدة!
انظرو خارج الفيسبوك .. توجد أشياء أجمل تنتظركم!!
بقلم : SalahEddine Jupp